الكاتب: د. فراس الصفدي - آخر تعديل: 2019-12-20
تحياتي لجميع المتابعين الأعزاء أهلاً بكم في موقعي الإلكتروني. أنا الدكتور فراس الصفدي ويسعدني أن أحدثكم في هذه المقالة بأدق التفاصيل عن سرطان الغدة الدرقية من خلال خبرتي مع المرضى الذين قمت بعلاجهم خلال السنوات الماضية. التفاصيل
يعتبر سرطان الغدة الدرقية من الأورام الخبيثة الشائعة ومن أفضل أنواع الأورام التي يمكن أن تصيب الإنسان، حيث تتميز أورام الغدة الدرقية الخبيثة بقابليتها للعلاج بسهولة وبنسبة شفاء مرتفعة جداً مقارنة بمعظم الأورام الأخرى في الجسم. ولهذا الورم عدة أنواع أشيعها هو الورم الحُليمي والورم الجُريبي والورم اللبِّي.
يبدأ ورم الغدة الدرقية الخبيث بشكل كتلة أو عقدة صغيرة داخل الغدة تكبر ببطء. حين يصبح حجم الورم كبيراً فقد يشعر المريض بانتفاخ أو بروز في الغدة الدرقية. إذا تم إهمال الحالة فإن الخلايا السرطانية تخرج من الغدة الدرقية وتصل إلى العقد اللمفاوية في الرقبة. وفي المراحل اللاحقة قد ينتشر سرطان الدرق في أعضاء أخرى من الجسم في حال تم إهمال العلاج مؤدياً إلى انتشار الورم.
لا يمكن تمييز الأورام السليمة عن الخبيثة بدون إجراء الخزعة. يتم سحب عينة من الغدة الدرقية بواسطة الإبرة وتحليلها في المختبر. عند تأكيد التشخيص فلا بد من استئصال الغدة الدرقية بشكل كامل، حيث يشكل الاستئصال التام أساس المعالجة والوسيلة الوحيدة لتحقيق الشفاء الكامل من المرض. يتوجب كذلك استئصال أي عقد لمفاوية يمكن أن تكون مصابة.
يحتاج بعض المرضى بعد العملية لمعالجة إضافية بواسطة اليود المشع لتخريب الأنسجة الدرقية المتبقية وكذلك للقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية في الجسم. وفي هذه الحالات يعطى اليود لتخريب الأنسجة الدرقية الطبيعية المتبقية في مكان الغدة المستأصلة، وكذلك للقضاء على الخلايا السرطانية التي انتشرت إلى العقد اللمفاوية أو إلى أماكن أخرى من الجسم، أو لمعالجة انتشار الورم في الجسم. وتعطى المعالجة عادة بعد عدة أشهر من استئصال الغدة الدرقية وبعد إجراء المسح الذري التشخيصي باليود المشع لتحديد الجرعة العلاجية الضرورية. ولا ضرورة لليود المشع في الأورام الصغيرة جداً والمجهرية وإنما فقط في الأورام الكبيرة.
يشفى الورم بشكل كامل في الغالبية العظمى من الحالات، ويعيش الإنسان بشكل طبيعي بعد الشفاء. ويحتاج خلال الفترة الأولى إلى المتابعة الدورية بهدف إجراء فحوص معينة، وذلك لتطبيق المعالجة باكراً في حال عودة ظهور المرض، وهو الأمر الذي لا يحدث إلا في نسبة ضئيلة من المرضى.
يمكنك العثور أدناه على إجابات مفصلة على معظم الأسئلة التي قد تخطر ببالك حول سرطان الغدة الدرقية، وتجد كذلك معلومات إضافية مهمة في مقالةالمعالجة باليود المشعحول محاذير واحتياطات هذه المعالجة. وأنوه إلى أن متابعة علاج سرطان الغدة الدرقية بعد الاستئصال الجراحي يتم من قبل الأطباء المختصين بالطب النووي والأورام،
سرطان الغدة الدرقية هو ورم خبيث يظهر في الغدة الدرقية بشكل كتلة أو عقدة أو كيسة صغيرة تنمو ببطء وقد يصبح حجمها كبيراً. وفي المراحل المتقدمة يمكن أن ينتشر الورم من الغدة الدرقية إلى العقد اللمفاوية في الرقبة ومنها إلى عدة أعضاء في الجسم.
هناك نوعان رئيسيان شائعان للغاية من سرطان الغدة الدرقية: النوع الأول يدعى باسم سرطان الغدة الدرقية الحُليمي (papillary carcinoma) والنوع الثاني يدعى باسم سرطان الغدة الدرقية الجُريبي (follicular carcinoma). أما النوع الثالث فهو أقل انتشاراً ويدعى باسم سرطان الغدة الدرقية اللبِّي (medullary carcinoma). هناك أنواع أخرى نادرة من سرطان الغدة الدرقية ولكنني لن أتحدث عنها هنا نظراً لأنها تعتبر قليلة الحدوث وذات خصائص مختلفة. ولذلك فإن الكلام المذكور في هذه المقالة ينطبق على الأنواع الشائعة من سرطان الغدة الدرقية.
تحدث بعض أنواع سرطان الدرق بشكل وراثي (عادة النوع اللبي) حيث يصاب عدة أفراد في العائلة الواحدة سواءً من الذكور أو من الإناث. على الرغم من ذلك فإن معظم الحالات غير وراثية، وتظهر الإصابة لدى شخص واحد في العائلة. كما أن وجود إصابة لدى أحد الآباء أو الأخوة لا يعني بالضرورة أن الإنسان سيصاب بالمرض.
ولكن بجميع الأحوال فإن الوراثة تلعب دوراً مهماً في الكثير من أمراض الغدة الدرقية. وعند وجود مشاكل في الغدة الدرقية لدى العائلة –سواءً سرطان الغدة الدرقية أو أي مرض آخر في الغدة– فإن ذلك يستدعي المتابعة الطبية اللازمة عند اكتشاف أي تورم في الغدة الدرقية بهدف الكشف المبكر عن أي مشكلة يمكن أن تظهر في الغدة ومعالجتها بالشكل المناسب.
تعتبر الأورام الخبيثة في الغدة الدرقية من أفضل الأورام الخبيثة في جسم الإنسان، وتعتبر معدلات الشفاء الكامل في هذه الأورام مرتفعة جداً مقارنة بالأورام الخبيثة التي تحدث في أعضاء أخرى من الجسم. ويعود ذلك لثلاثة لسببين رئيسيين:
يبدأ سرطان الغدة الدرقية كورم صغير داخل الغدة الدرقية. ويكبر هذا الورم عادة خلال أشهر أو سنوات حيث يبقى في هذه المرحلة ضمن الغدة الدرقية. وحين يصبح حجم الورم كبيراً (عادة 2-3 سم) فهو يمكن أن يخرج من الغدة الدرقية.
على الرغم من ذلك فإن بعض الأورام قد تخرج من الغدة قبل ذلك، وبعضها الآخر قد يصل إلى حجم كبير (حتى 4-5 سم) دون أن يخرج من الغدة الدرقية. إذا لم يتم علاج المرض في هذه المرحلة من خلال استئصال الغدة الدرقية فإن الخلايا الخبيثة تخرج من الغدة الدرقية وتصل إلى المحطة التالية في الرقبة، ألا وهي العقد اللمفاوية الموجودة في الرقبة.
تبقى الخلايا السرطانية في العقد اللمفاوية لفترة من الزمن تصل إلى أشهر أو سنوات حيث تتكاثر فيها وتؤدي إلى تضخمها. إذا أصبحت الإصابة شديدة في العقد اللمفاوية ولم تتم معالجة الحالة من خلال الجراحة واليود المشع فإن الخلايا السرطانية يمكن أن تخرج وتصل إلى الدم، وهنا يمكن لها أن تنتشر في أعضاء أخرى من الجسم مثل العظام أو العمود الفقري أو الرئتين.
وبذلك فإن ورم الغدة الدرقية الخبيث يمكن أن ينتشر في الجسم في حال إهمال المرض وعدم معالجته. ويحدث ذلك عادة على امتداد فترة طويلة تصل إلى سنوات وحتى عقود من الزمن أحياناً، حيث تعتبر أورام الغدة الدرقية من الأورام بطيئة الانتشار.
في الوقت الحالي تشخص معظم الحالات في المرحلة الأولى حيث تبلغ معدلات الشفاء الكامل من المرض حوالي 95-97%، وذلك عند كشف المرض مبكراً وتطبيق المعالجة المناسبة والصحيحة. وبعد العلاج والشفاء يتابع الإنسان حياته بشكل طبيعي تماماً دون أي مشاكل على المدى الطويل.
تنخفض نسبة الشفاء من سرطان الغدة الدرقية في حالات معينة، مثلاً حين يكتشف المرض في مرحلة متأخرة بعد انتشاره في الجسم، أو عند الإصابة بأعمار كبيرة، أو في بعض الأنواع غير الشائعة من سرطان الغدة الدرقية. ويتوجب سؤال طبيب الأورام عن معدلات الشفاء المتوقعة حسب نتائج الفحوص وخصائص الورم لأنها تتفاوت بشكل كبير من حالة لأخرى.
نادراً ما يؤدي سرطان الغدة الدرقية إلى الوفاة، وذلك في أقل من 5% من المرضى. تكون نسبة الوفيات أعلى عادة عند الإصابة بالمرض بعمر متقدم (عادة بعد الستين من العمر) أو في حال إهمال المعالجة وعدم الالتزام بإجراءات المتابعة على المدى الطويل.
كما ذكرت في الأسئلة أعلاه فإن سرطان الغدة الدرقية هو من أفضل الأورام الخبيثة التي يمكن أن تحدث في الجسم، وذلك لأنه يتمتع بنسب شفاء مرتفعة جداً. وهو بنظري أفضل من مرض السكر أو ارتفاع الضغط، فهذه الأمراض المزمنة تبقى مع الإنسان مدى الحياة وهي غير قابلة للشفاء وتحتاج إلى العلاج بشكل دائم، فضلاً عن أنها تتطور تدريجياً وتؤدي أحياناً إلى مضاعفات قاتلة على المدى الطويل.
أما سرطان الغدة الدرقية فهو مرض قابل للشفاء بشكل نهائي دون الحاجة لتناول أي علاج في المستقبل (باستثناء هرمون الغدة الدرقية الذي يعتبر مادة طبيعية)، كما أنه لا يؤدي إلى مضاعفات أو مشاكل في الجسم على المدى الطويل.
ولذلك عليك أن تبدد مخاوفك وأن لا تتأخر في المعالجة وأن تتابع مراحل العلاج خطوة بخطوة مع الطبيب. وبعد استكمال العلاج عليك الالتزام بتعليمات المتابعة الدورية على المدى الطويل لتحقيق أعلى معدلات الشفاء. والكثير من المرضى عولجوا من سرطان الغدة الدرقية بنجاح وهم يتابعون حياتهم الآن بشكل طبيعي دون أي مشاكل.
في الواقع لا توجد إجراءات معينة يمكن اتباعها للوقاية من سرطان الغدة الدرقية. ولكن هناك بالتأكيد إجراءات يمكن فعلها بهدف الكشف المبكر عن المرض وبالتالي ضمان حدوث الشفاء الكامل بنسبة مرتفعة:
إذا كانت لديك كتلة في الغدة الدرقية فهي على الأغلب عقدة سليمة وذلك في حوالي 90-95% من الحالات. وتكون نسبة ضئيلة من العقد الدرقية سرطانية. ولكن أي عقدة أو كتلة في الغدة الدرقية تستوجب بطبيعة الحال إجراء الفحوص اللازمة لتحديد طبيعتها بشكل مؤكد، وذلك لأن من غير الممكن تمييز العقد الدرقية الحميدة عن العقد الدرقية الخبيثة دون إجراء الفحوص الطبية اللازمة. وإذا كانت لديك كتلة في الغدة الدرقية فأنصحك بالاطلاع على مقالة العقد الدرقية التي تحدثت فيها عن هذه الأمور بالتفصيل.
هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى بحة الصوت وأشيعها مشاكل الحنجرة مثل التهابات الحنجرة والحبال الصوتية والزوائد اللحمية وغيرها من الأسباب، وهذه الحالات تحتاج إلى الفحص والتشخيص من قبل طبيب الأذن والأنف والحنجرة.
وفي الواقع نادراً جداً ما تكون بحة الصوت ناتجة عن سرطان الغدة الدرقية، فهذا العرض ينتج في معظم الحالات عن مشاكل في الحنجرة نفسها. ولكن إذا كانت لديك كتلة في الغدة الدرقية وحدثت لديك بحة في الصوت حديثاً فيجب التفكير بسرطان الغدة الدرقية كأحد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى مثل هذه الحالة.
لا يؤدي سرطان الغدة الدرقية إلى ألم في الرقبة إلا إذا أدى إلى تشكل عقدة كبيرة في الغدة وأصبح حجمها كبيراً دون أن يتم الانتباه إليها. وتنتج آلام الرقبة عادة عن الكثير من الأسباب مثل أمراض البلعوم والحنجرة وتشنج العضلات ومشاكل العمود الفقري والأعصاب، بالإضافة إلى العقد الحميدة أو الخبيثة في الغدة الدرقية. إذا كانت لديك آلام في الرقبة فيجب إجراء الفحص لدى الطبيب لتحديد سبب الألم ومعالجته.
لا يمكن تشخيص سرطان الغدة الدرقية بشكل أكيد إلا من خلال فحص عينة من العقدة أو الورم في المختبر. وبالتالي فإن الفحوص الأخرى مثل التحاليل الدموية أو الصور الشعاعية أو المسح الذري لا يمكنها أن تؤكد تشخيص السرطان بشكل مؤكد رغم أنها قد تثير الاشتباه بوجود السرطان حسب خصائص الورم. وعند وجود عقد في الغدة الدرقية فهي تحتاج لإجراء دراسة تشخيصية واسعة كما ذكر بالتفصيل في مقالة العقد الدرقية. وإجمالاً هناك طريقتان لتشخيص سرطان الغدة الدرقية بشكل مؤكد:
إذا كان لديك ورم في الغدة الدرقية وتم سحب عينة منه بواسطة الإبرة وأظهرت الخزعة أن هذا الورم سرطاني، وفي الوقت نفسه كانت هناك عقد لمفاوية في الرقبة لدى تصوير الرقبة، فإن هذا قد يدل أحياناً على إصابة هذه العقد بالورم.
ولكن عليك ألا تنسى أن معظم الناس لديهم عقد لمفاوية موجودة في الرقبة بشكل طبيعي، ولا يمكن الجزم بطبيعة هذه العقد من خلال التصوير لوحده، وقد تم الحديث عن ذلك في مقالة العقد اللمفاوية في الرقبة. والطريقة الوحيدة للتشخيص هي استئصال هذه العقد وتحليلها في المختبر لتحديد فيما إذا كانت مصابة بالورم أم لا.
ولذلك فإن الجراح سيقوم أمام مثل هذه النتيجة باستئصال العقد اللمفاوية المتضخمة خلال نفس العملية ومع استئصال الغدة الدرقية. وبعد تحليلها في المختبر يمكن تحديد فيما إذا كانت مصابة أم لا وفيما إذا كان ذلك يحتاج إلى معالجة إضافية.
إن حجر الأساس في معالجة سرطان الغدة الدرقية هو استئصال الغدة الدرقية الكامل. يجب استئصال كامل نسيج الغدة الدرقية مع الورم. وإذا كانت العقد اللمفاوية مصابة أو من المحتمل أن تكون مصابة فيتم هنا استئصالها مع الغدة الدرقية أيضاً. بعد الاستئصال يتم تحليل الغدة الدرقية في المختبر لتحديد حجم الورم ونوعه بشكل دقيق. وبعد ذلك فإن بعض المرضى يحتاجون للمعالجة التكميلية بواسطة جرعات اليود المشع لتخريب أي أنسجة متبقية من الغدة الدرقية في الرقبة.
يجب إجراء العملية بمجرد تشخيص المرض بشكل مؤكد. إذا خضعت لإجراء خزعة لعقدة في الغدة الدرقية وأظهرت وجود السرطان فيجب إجراء العملية بأسرع ما يمكن. فالأورام الخبيثة في الغدة الدرقية تتميز بأنها ذات نسبة شفاء مرتفعة للغاية، وينبغي تطبيق المعالجة الكاملة باكراً ما أمكن لتحقيق هذه النسبة المرتفعة من الشفاء.
إذا أكدت الخزعة أن العقدة التي لديك خبيثة فيجب إجراء العملية بالسرعة الممكن، وينصح بعدم تأخير العملية لأكثر من شهرين من تاريخ تأكيد التشخيص، وذلك لتحقيق أعلى معدلات الشفاء الممكنة.
إذا كانت لديك عقدة في جهة واحدة من الغدة الدرقية، وتم استئصال نصف الغدة الدرقية فقط، وأظهر تحليل الغدة الدرقية في المختبر بعد الاستئصال أن هذه العقدة خبيثة، فسوف تحتاج لإجراء عملية ثانية لاستئصال النصف الآخر من الغدة. والسبب في ذلك هو أن معالجة سرطان الغدة الدرقية تستدعي عادة إزالة الغدة بشكل كامل وعدم ترك أي نسيج من الغدة الدرقية في الرقبة حتى لو كان النصف الآخر من الغدة طبيعياً.
يعتبر هذا السيناريو شائعاً للغاية، حيث يتم استئصال الغدة الدرقية بسبب كبر حجمها ووجود عدد من العقد بداخلها، وبعد تحليل الغدة في المختبر يكتشف بأن واحدة أو أكثر من هذه العقد هي في الواقع عقد سرطانية. وهنا طالما تم استئصال الغدة الدرقية بشكل كامل أو شبه كامل فلا حاجة عادة لإجراء أي جراحة إضافية.
بعض هذه الحالات قد تحتاج إلى إعطاء جرعات تكميلية من اليود المشع بعد العملية حسب نوع الورم وحجمه. ويتم استشارة الطبيب المختص بمعالجة الأورام لتحديد الحاجة لأي معالجة إضافية بعد الاطلاع على نتائج التقارير بالتفصيل.
لا يحتاج سرطان الغدة الدرقية إلى جرعات كيماوية كما هو الحال في الأورام الخبيثة الأخرى. بعض الحالات لا تحتاج لأي علاج إضافي بعد الاستئصال الجراحي. والبعض الآخر يحتاج لإعطاء جرعات من اليود المشع لتخريب أي أنسجة درقية متبقية في الرقبة.
نعم. بعد استكمال مراحل العلاج وتناول هرمون الغدة الدرقية كحبوب يومية مدى الحياة ستتمكن من ممارسة حياتك بشكل طبيعي تماماً. وسيتوجب عليك إجراء بعض الفحوص من فترة لأخرى بالتنسيق مع الطبيب للتأكد من أن الأمور على ما يرام. يمكنك العثور على المزيد من المعلومات المفصلة جداً في مقالة الحياة بعد استئصال الدرقية وكذلك في مقالة المعالجة بهرمون الغدة الدرقية.
يعطى اليود المشع حين تتوفر الشروط التالية:
في الحالات التالية لا ضرورة لإعطاء اليود المشع:
ليس بالضرورة. حسب التوصيات العالمية فإن المعالجة باليود المشع يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في الأورام الدرقية التي يتجاوز حجمها 1 سم بعد النظر لكثير من العوامل الأخرى. ولذلك إذا كان لديك ورم أكبر من هذا الحجم فقد يرى طبيب الأورام أن من الأفضل إعطاء جرعة من اليود المشع بهدف تخريب أي خلايا درقية أو ورمية متبقية في الجسم حتى لو كان المسح الذري لديك طبيعياً تماماً وحتى لو لم تكن هناك أي بقايا في الجسم.
يختلف قرار اليود المشع بشكل كبير من حالة لأخرى حسب الكثير من العوامل، ويعتبر حجم الورم واحداً فقط من هذه العوامل. أما الأمور الأخرى التي قد تلعب دوراً في اتخاذ قرار المعالجة فهي تشمل النوع النسيجي للورم ووجود البؤر السرطانية في أماكن أخرى من الغدة الدرقية وعمر المريض، بالإضافة إلى القواعد المتبعة في مكان المعالجة حيث قد تختلف الخطوط العلاجية المتبعة من مركز لآخر. ولذلك فإن عليك مناقشة هذه الأمور مع طبيب الأورام ومعرفة الأسباب التي تستوجب (أو لا تستوجب) إعطاء اليود المشع في حالتك.
لا حاجة لإجراء الجراحة عند وجود بقايا من الغدة الدرقية في الرقبة. عند استئصال الغدة الدرقية الكامل فإن الجراح يحاول الابتعاد عن العناصر المهمة في الرقبة مثل الأعصاب التي تدخل إلى الحنجرة والشرايين الكبيرة حتى لا تحدث فيها إصابة.
ولهذه الغاية فإن الجراح قد يترك أجزاء بسيطة من نسيج الغدة الدرقية الملتصق بشكل صميمي بهذه العناصر لتجنب المشاكل المزعجة بعد العملية مثل بحة الصوت أو نقص الكالسيوم. ولذلك فإن هذه البقايا الصغيرة قد تظهر على المسح الذري بعد العملية. وهي لا تحتاج إلى إجراء عملية أخرى ويكفي إعطاء جرعة عالية من اليود المشع لتخريبها بشكل كامل.
في بعض الأحيان يظهر المسح الذري باليود المشع بعد العملية وجود عقد لمفاوية مصابة بالورم في الرقبة. وهذه العقد إما لم يتم الانتباه إليها قبل العملية أو أنها لم تستأصل بشكل كامل. وهذا الأمر يمكن أن يحدث نظراً لأن العقد اللمفاوية في الرقبة تكون أحياناً عميقة ومندخلة بين الأوعية الدموية وبالتالي فهي لا تكون ظاهرة للجراح.
في هذه الحالة يتوجب إما تخريب هذه العقد اللمفاوية بواسطة جرعات مرتفعة من اليود المشع، أو قد يحتاج الأمر إلى استئصال العقد جراحياً من خلال عملية ثانية. يتم تحديد العلاج المناسب في هذه الحالات من قبل الطبيب الاختصاصي بمعالجة الأورام حسب عدة معايير أخرى مثل حجم العقد اللمفاوية المصابة وعددها وكمية النسيج الورمي الموجود فيها ونتائج الفحوص الدموية والشعاعية الأخرى.
يقوم طبيب الأورام في هذه الحالات بإجراء الفحوص اللازمة لتحديد الوضع لدى المريض من خلال عدة معايير. إذا وجد الطبيب بأن من الممكن تخريب هذه العقد بشكل كامل بواسطة اليود المشع فهو يبقى الخيار الأفضل في هذه الحالة، وفي معظم الأحيان يكون اليود المشع كافياً في هذه الحالات. أما إذا كانت العقد كبيرة أو كثيرة العدد فقد يحتاج الأمر إلى إجراء جراحة ثانية لاستئصال العقد المصابة.
في كثير من الأحيان تستأصل الغدة الدرقية بسبب وجود عقد متعددة بداخلها ويظهر تحليل الغدة في المختبر وجود بؤرة صغيرة من الخلايا السرطانية داخل الغدة لم تكن مكتشفة قبل العملية.
إذا كان الورم المكتشف في الغدة صغير الحجم (عادة بضعة مليمترات أو أقل من 1 سم أو مجرد بؤر صغيرة من الخلايا السرطانية) فلا يحتاج ذلك لإعطاء اليود المشع. وفي هذه الحالة تكون الخلايا السرطانية لا تزال محصورة في الغدة الدرقية، ويكفي الاستئصال الكامل للغدة في هذه الحالات لعلاج المشكلة دون الحاجة لليود المشع.
ترتكز معالجة سرطان الغدة الدرقية على الاستئصال الجراحي الكامل للغدة. وفي معظم الأحيان تعتبر المعالجة باليود المشع مجرد معالجة تكميلية لضمان الشفاء الكامل بنسبة مرتفعة. ولذلك لا مشكلة عادة من تأخير المعالجة لبضعة أشهر بعد العملية. وكثير من المراكز في العالم لا تعطي المعالجة إلا بعد ستة أشهر أو أكثر من إجراء العملية.
تكفي عادة جرعة واحدة من المعالجة في معظم المرضى الذين يتلقون اليود المشع بسبب سرطان الغدة الدرقية. بعد عدة أشهر من الجرعة يجرى المسح الذري مجدداً لتحديد الوضع وفيما إذا كانت هناك أي أنسجة لا تزال متبقية في الجسم. إذا كانت هناك أنسجة متبقية فقد يحتاج المريض إلى جرعة ثانية أو ثالثة وأحياناً أكثر. ويتم تحديد عدد الجرعات اللازمة والفواصل الزمنية الملائمة بينها من قبل طبيب الأورام المشرف على العلاج.
يؤدي اليود المشع إلى قتل الخلايا السرطانية الموجودة في العقد، ولكنه لا يؤدي إلى اختفاء العقد اللمفاوية من الرقبة. وتبقى العقد اللمفاوية موجودة ولكنها تتليف ويصبح النسيج الموجود بداخلها ميتاً.
وبذلك من الطبيعي أن تبقى العقد اللمفاوية ظاهرة عند تصوير الرقبة بالإيكو بعد جرعات اليود المشع. وهي يمكن أن تنكمش مع الوقت، الأمر الذي قد يحتاج إلى عدة أشهر بعد المعالجة. ولا يتم تحديد الاستجابة للعلاج من خلال التصوير بالسونار وإنما من خلال معايير أخرى مثل تحليل الثايروغلوبولين في الدم أو إعادة المسح الذري باليود المشع بعد عدة أشهر من المعالجة.
نعم. يمكن لأورام الغدة الدرقية أن تظهر مجدداً بعد عدة أشهر من الاستئصال وأحياناً حتى بعد عدة سنوات. ويدعى ذلك بنكس الورم حيث تعود الخلايا الورمية للنمو مرة أخرى في الجسم. ولكن ذلك نادر جداً نظراً لأن نسب الشفاء الكامل مرتفعة للغاية كما ذكرت في الأسئلة أعلاه.
على الرغم من ذلك يتوجب دائماً متابعة الفحوص الدورية مع الطبيب على المدى الطويل وإجراء الاختبارات اللازمة بشكل دوري، وذلك بهدف كشف حالات النكس الورمي مبكراً وعلاجها بالشكل المناسب. ويمكن للورم أن يظهر في أحد ثلاثة أماكن:
يحتاج ذلك إلى مجموعة من الإجراءات التي تختلف بشكل كبير حسب حالة كل مريض، وتتم المتابعة بالتنسيق مع طبيب الأورام الذي يطلب الفحوص المناسبة منها حسب حالتك. تشمل هذه الفحوص عادة المسح التشخيصي باليود المشع، وتحليل الهرمونات الدرقية ومادة الثايروغلوبولين في الدم، بالإضافة إلى تصوير مكان الغدة الدرقية والعقد اللمفاوية في الرقبة بواسطة الأمواج فوق الصوتية (الإيكو أو السونار). الهدف من هذه الإجراءات هو التأكد من الشفاء الكامل للمرض وعدم عودته مجدداً، أو تشخيص حالات النكس في مرحلة مبكرة بحيث يمكن علاجها وتحقيق الشفاء.
الثايروغلوبولين هو مادة تفرزها الأنسجة الدرقية السليمة أو الخبيثة. بعد استئصال الغدة الدرقية الكامل في حالات الأورام يجب أن تنخفض هذه المادة في الدم إلى مستويات متدنية جداً. إذا عادت هذه المادة للارتفاع في الدم بعد استكمال العلاج فقد يشير ذلك إلى وجود أنسجة درقية سليمة أو خبيثة في الجسم. ويستدعي ذلك إجراء المزيد من الفحوص التشخيصية لتحديد المعالجة المناسبة في هذه الحالات، والتي تشمل في معظم الأحيان جرعات تخريبية من اليود المشع. ويتم متابعة هذا التحليل وتحديد الخيارات العلاجية المناسبة بالتنسيق مع طبيب الأورام حسب حالة كل مريض.
حتى لو ظهر الورم مرة أخرى في المستقبل فإن المعالجة لا تزال ممكنة مع معدلات شفاء جيدة. وكثير من المرضى حدث لديهم الشفاء الكامل دون عودة الورم مرة أخرى بعد تطبيق المعالجة المناسبة. وفي معظم هذه الحالات لا تجرى الجراحة وإنما يتم إعطاء جرعة واحدة أو أكثر من اليود المشع بهدف تخريب الأنسجة الخبيثة التي ظهرت في الجسم.
معظم حالات نكس الورم لا تحتاج إلى عملية جراحية ثانية، حيث تستجيب معظم هذه الحالات للمعالجة باليود المشع. وتجرى الجراحة فقط في حالات نادرة، وذلك حين ينكس المرض في العقد اللمفاوية في الرقبة ويكون حجمها كبيراً بحيث لا يمكن تخريبها باليود المشع. ويعتبر اتخاذ القرارات في هذه الحالة أمراً دقيقاً جداً، حيث يتوجب تقييم المريض من قبل طبيب معالجة الأورام وتحديد كمية النسيج الورمي الموجود في الجسم لتحديد المعالجة المناسبة.