الكاتب: د. فراس الصفدي - آخر تعديل: 2019-12-16
يجب على كل سيدة حتماً أن تعرف كيفية إجراء الفحص الذاتي للثدي والكشف المبكر عن سرطان الثدي. أرحب بك أختي الكريمة في موقعي الإلكتروني، أنا الدكتور فراس الصفدي ويسرني أن أشرح لك في هذه المقالة أهمية إجراء الفحص الذاتي للثدي وطريقته.
يجب على كل سيدة حتماً أن تعرف كيفية إجراء الفحص الذاتي للثدي والكشف المبكر عن سرطان الثدي. أرحب بك أختي الكريمة في موقعي الإلكتروني، أنا الدكتور فراس الصفدي ويسرني أن أشرح لك في هذه المقالة أهمية إجراء الفحص الذاتي للثدي وطريقته.
بفضل إجراءات الكشف المبكر عن سرطان الثدي فقد أصبحت حالات هذا المرض تكتشف في مراحل مبكرة وتعالج بنجاح قبل أن يصبح المرض متقدماً. وبفضل التوعية الصحية حول إجراءات الكشف المبكر في الدول المتقدمة فقد أصبحت معظم حالات سرطان الثدي قابلة للشفاء الكامل. فما هي إجراءات الكشف المبكر عن سرطان الثدي وكيف يمكن إجراء فحص سرطان الثدي في المنزل؟
بدأ الفحص الذاتي للثدي من سن العشرين، حيث يجب أن تقوم به كل فتاة وسيدة. والفحص الذاتي هو فحص بسيط جداً لا يستغرق أكثر من خمس دقائق ويجب أن يجرى مرة شهرياً عند الاغتسال من العادة الشهرية. يبدأ الفحص بتأمل الثديين أمام المرآة للبحث عن أي تورمات أو انكماشات ظاهرة. وبعد ذلك يتم فحص الثديين بواسطة راحة الأصابع للبحث عن أي كتل قابلة للجس. وينصح بدءاً من عمر الثلاثين إجراء هذا الفحص لدى الطبيب مرة واحدة سنوياً.
تبدأ إجراءات الفحص الشعاعي للثدي بواسطة الماموجرام بدءاً من سن الخمسين. تجرى الصورة مرة واحدة كل سنتين لدى جميع النساء. وهذا الفحص بسيط حيث يمكن أن يظهر الكثير من أورام الثدي في مرحلة مبكرة جداً قابلة للشفاء. وحين تكتشف مشكلة معينة على الصورة فيجب إجراء المزيد من الفحوص للتأكد من طبيعتها وعلاجها بالشكل المناسب.
يمكنك العثور أدناه على إجابات مفصلة على معظم الأسئلة التي قد تخطر ببالك حول الكشف المبكر عن سرطان الثدي والإجراءات التي يجب أن تقومي بها.
الكشف المبكر عن سرطان الثدي هو مجموعة الإجراءات الطبية السريرية والشعاعية التي تهدف إلى اكتشاف السرطان في أبكر مرحلة ممكنة، وحين يكون حجم الكتلة السرطانية صغيراً، وقبل أن ينتشر السرطان في الجسم بحيث يكون قابلاً للشفاء بنسبة مرتفعة جداً.
يعتبر سرطان الثدي من الأمراض التي تتطور بشكل صامت نظراً لأنه يحدث بداخل غدة الثدي الكبيرة نسبياً، ولذلك فإن السرطان لا يظهر بشكل واضح إلا حين تتشكل كتلة كبيرة الحجم. وفي كثير من الأحيان تراجع المريضة بكتلة سرطانية متقدمة لم تكتشف إلا في وقت متأخر وربما بعد انتشار الورم في الجسم. وفي هذه الحالة يكون قد فات الأوان لتقديم المعالجة الجراحية الشافية من سرطان الثدي. ولذلك فإن الكشف المبكر عن سرطان الثدي هو أمر هام للغاية لتحقيق الشفاء من هذا المرض.
لقد أثبتت الأبحاث أن هناك علاقة ثابتة بين حجم الكتلة الورمية عند اكتشاف سرطان الثدي وبين نسبة شفاء المرض بشكل كامل. ويعني ذلك أنه كلما اكتشف سرطان الثدي في مرحلة مبكرة أكثر كلما كانت فرصة المريضة في تحقيق الشفاء الكامل من سرطان الثدي أفضل. بل إن نسبة الشفاء تصل في بعض أنواع سرطان الثدي المبكر جداً إلى 98-99%. وهذا النوع من السرطان يكتشف بسهولة على الصورة الشعاعية للثدي.
يعتمد الكشف المبكر عن سرطان الثدي على الالتزام التام بالنصائح التالية:
يعتبر الكشف المبكر عن سرطان الثدي ضرورياً لدى جميع السيدات. ولكنه يمتلك أهمية خاصة في أي مريضة لديها عوامل خطورة للإصابة بسرطان الثدي. وعوامل الخطر هي عوامل معينة في حياة المريضة تؤهبها بنسبة أكثر من غيرها للإصابة بسرطان الثدي، وبالتالي فإن مثل هذه السيدة يجب أن تكون حذرة وأن تتبع إجراءات الكشف المبكر عن سرطان الثدي بدقة تامة. وقد تم الحديث عن ذلك بالتفصيل في مقالة أسباب سرطان الثدي.
نعم. حتى لو لم تكن هناك عوامل خطورة لدى السيدة فيجب أن تخضع لإجراءات الكشف المبكر لسرطان الثدي.
عليك أن تعرفي أن سرطان الثدي هو مرض صامت، أي أنه يتطور ببطء دون أن تشعري به، ولا يظهر إلا في مرحلة متأخرة. ومعظم حالات سرطان الثدي لا تؤدي إلى الألم إلا في المراحل الأخيرة من المرض. وبالتالي فإن عدم وجود الألم في الثدي لا يعني بالضرورة عدم وجود السرطان. وفي الواقع يكتشف سرطان الثدي عادة من خلال وجود كتلة في الثدي وليس بسبب الألم، فالألم لا يعتبر من أعراض سرطان الثدي.
باستثناء الألم الذي يحدث في الثديين أثناء الحمل أو الفطام من الإرضاع أو قبل العادة الشهرية، فإن أي شكوى أخرى في الثدي يجب أن تدفع لمراجعة الطبيب لتحديد السبب. ولعل أبرز الشكاوى التي يمكن أن تشاهد في حالات السرطان هي ما يلي:
على الأغلب لا. هذه الأعراض قد تشير إلى السرطان، ولكنها تشاهد أيضاً في الكثير من أمراض الثدي الحميدة الأخرى، بل إن الأسباب الحميدة لهذه الأعراض هي في الواقع أشيع بكثير من الأسباب الخبيثة. ولكن أي مشكلة في الثدي تستوجب إجراء الفحص بهدف الاطمئنان. وقد تحدثت بشكل مفصل جداً عن أعراض سرطان الثدي وما الذي يمكن أن يعنيه كل عرض ضمن مقالة أخرى في هذا الموقع.
تعالج أمراض الثدي في معظم البلدان من قبل اختصاصيي الجراحة العامة وجراحة الثدي وليس من قبل أطباء التوليد والأمراض النسائية. وحتى لو لم تكن المشكلة تحتاج إلى عملية جراحية، إلا أن الفحص يجب أن يجرى من قبل الطبيب الجراح نظراً لخبرته في أمراض الثدي ومشاكله. على الرغم من ذلك فإن أمراض وجراحة الثدي تعالج في بعض البلاد من قبل أطباء النساء كما في ألمانيا.
هناك الكثير من الطبيبات الاختصاصيات بالجراحة العامة وأمراض الثدي. إذا كنت تخجلين من أن يقوم طبيب بفحصك فنرجو أن تطلبي المساعدة لإرشادك إلى طبيبة اختصاصية بأمراض وجراحة الثدي. يجب أن لا يمنعك الخجل أو الإحراج من طلب المساعدة وتحديد سبب الشكوى التي تعانين منها. ولا تكتفي باستشارة طبيبتك النسائية لأنها قد لا تمتلك الخبرة الكافية بأمراض الثدي وإنما يجب كما ذكرنا استشارة طبيبة اختصاصية بأمراض وجراحة الثدي.
الفحص الذاتي للثدي هو قيام السيدة بفحص الثديين لديها بواسطة أصابع اليد وبشكل دوري بحيث تتمكن من كشف أي تبدلات أو كتلة غير طبيعية في أي من الثديين في وقت مبكر.
إن السيدة تعرف بنية ثديها وقوامه أكثر من أي شخص آخر، وبالتالي فهي قد تكون أحياناً أقدر من الطبيب على كشف أي كتلة جديدة أو تبدل في شكل الثدي أو قوامه. ولذلك فإن الفحص الذاتي للثدي هو من أهم المبادئ للكشف المبكر عن سرطان الثدي. وكثيراً ما تراجع المريضة بكتلة صغيرة جداً اكتشفتها لدى إجراء الفحص الذاتي حيث يتبين أنها سرطانية، وبعد ذلك تشفى المريضة بشكل كامل نظراً لأن الجراحة تكون قد أجريت في مرحلة مبكرة جداً من المرض.
إن موضوع تشخيص سرطان الثدي هو موضوع معقد يحتاج إلى فحوص طبية متقدمة. وليست الغاية من الفحص الذاتي هي تشخيص سرطان الثدي في المنزل، وإنما اكتشاف أي تبدلات في الثدي في مرحلة مبكرة. في حال اكتشاف أي تبدلات أو أمور طبيعية فهي ربما تكون سرطانية وربما لا، وهي تستوجب إجراء المتابعة الطبية اللازمة لتحديد طبيعتها بشكل مؤكد.
يجب أن تقوم كل أنثى بتعلم الفحص الذاتي للثدي وإجرائه مرة واحدة شهرياً من بعد العشرين من العمر.
يتألف الفحص الذاتي للثدي من مرحلتين:
يفضل إجراء الجزء الأول من الفحص في الحمام أمام المرآة. أما الجزء الثاني فيجرى أثناء الاستحمام حيث تستخدم اليد المبللة بالصابون لإجراء الفحص مما يساعد على كشف التبدلات بسهولة أكبر مع انزلاق اليد على الثدي.
يمكنك مشاهدة توضيح بالفيديو لإجراء الفحص الذاتي على اليوتيوب هنا، حيث يحتوي على معلومات مفصلة عن طريقة إجراء الفحص الذاتي للثدي.
يدعى الفحص الشعاعي المستخدم في الكشف المبكر عن سرطان الثدي بالماموجرام أو التصوير الشعاعي للثدي بالأشعة السينية أو أشعة X. ويستغرق إجراء الصورة لحظات فقط حيث يتم ضغط الثدي على لوح منبسط وتصويره من الجهتين.
عند إجراء الصورة الشعاعية للثدي يتم ضغط الثدي بين لوحين مستويين مما يؤدي إلى بعض الانزعاج، ولكن لا يؤدي ذلك إلى ألم شديد.
لقد أظهرت بعض الأبحاث أن إجراء الماموجرام قد يؤهب لزيادة نسبة تشكل الأورام في الثدي في حال إجرائه في أعمار مبكرة وبتواتر كبير. ولذلك فإن التوصيات الحالية تنصح بإجراء التصوير بدءاً من عمر الخمسين وبمعدل مرة كل سنتين وليس أكثر من ذلك.
على الرغم من ذلك فإن فوائد الماموجرام تفوق بكثير الخطورة المنخفضة المترتبة على إجرائه. حيث أن الدراسات قد أثبتت بأن الماموجرام قد أتاح كشف نسبة أعلى بكثير من أورام الثدي في مرحلة مبكرة، وأنه ساعد على زيادة نسبة الشفاء بشكل واضح وإنقاذ حياة عدد كبير من المريضات بسبب تشخيص المرض باكراً.
تعتبر صورة الماموجرام دقيقة للغاية في كشف أي مشاكل أو تبدلات داخل الثدي لدى السيدات بعد سن الخمسين. وحين تكون صورة الماموجرام طبيعية تماماً فمن المستبعد للغاية أن يكون لديك مرض سرطاني في الثدي. وإذا كانت هناك مشكلة معينة داخل الثدي فهي تظهر مباشرة على الماموجرام.
أما قبل الخمسين من العمر فإن دقة الماموجرام تكون أقل نظراً لأن نسيج الثدي يكون كثيفاً. وفي هذه الحالة يجب الاعتماد على فحص الثدي بالإضافة إلى التصوير بالإيكو أو السونار في تشخيص مشاكل الثدي. وعند اللزوم يمكن إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي الذي يمتلك دقة أفضل في هذه الأعمار.
وتقسم التبدلات المشاهدة على الماموجرام إلى ثلاث أنواع: إما أن تكون تبدلات سليمة تشير بشكل واضح إلى جود مشكلة حميدة على الأغلب، أو أن تكون تبدلات غير مطمئنة تشير إلى احتمال وجود ورم خبيث مبكر، أو أن تكون هناك تبدلات غير واضحة حيث تستوجب إجراء المزيد من الفحوص لتوضيح سبب المشكلة.
يمكن إجراء الماموجرام في معظم عيادات التصوير الشعاعي سواءً كانت في المستشفيات أو خارجها. وعادة ما يتم إطلاق حملات للتوعية حول الكشف المبكر لسرطان الثدي من وقت لآخر في المستوصفات أو مراكز الكشف المبكر عن سرطان الثدي. حاولي السؤال عن مثل هذه الحملات في مدينتك أو منطقتك والمشاركة فيها.
يتم الحصول على الدقة الأفضل لصورة الماموجرام حين يكون الثدي طرياً ومرتخياً وتكون كمية السوائل فيه أقل ما يمكن. وبالتالي يجب تجنب الأوقات التي يكون فيها الثدي محتقناً أو متوذماً. وبذلك فإن التوقيت الأفضل لإجراء صورة الماموجرام هو بمجرد انتهاء العادة الشهرية وعند الاستحمام منها.
هناك بعض الخلاف في التوصيات العالمية حول توقيت البدء بإجراء الماموجرام، حيث يتفاوت عمر البدء بالفحص بين الأربعين والخمسين. ولكن في حال عدم وجود عوامل خطر والالتزام بالفحص الذاتي للثدي في المنزل يمكن إجراء الماموجرام بدءاً من عمر الخمسين مع إعادة الصورة مرة كل سنتين حتى السبعين من العمر.
إن وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي قد يعني زيادة احتمال إصابتك بالمرض. ولا تختلف إجراءات الكشف المبكر في هذه الحالة عنها في السيدات الأخريات باستثناء البدء بإجراءات الكشف المبكر في أعمار أقل. وينصح في هذه الحالة بإجراء أول ماموجرام قبل خمس سنوات من عمر الإصابة لدى أقارب الدرجة الأولى أو الثانية.
وهنا إذا كانت هناك إصابة بسرطان الثدي في العائلة لدى الأم أو الجدة أو الأخت بعمر معين فيجب إجراء أول ماموجرام للثدي قبل خمس سنوات من هذا العمر. وفي الحالة المذكورة في السؤال فإن عليك البدء بإجراء أول صورة شعاعية للثدي بعمر 35 سنة. وإذا حدثت مثلاً إصابة لدى الأخت بعمر 35 سنة فإن عليك إجراء أول صورة شعاعية للثدي بعمر 30 سنة وهكذا. كما تؤخذ فحوص الجينات بعين الاعتبار في هذه الحالات في حال توفرها.
لا يستخدم السونار في الفحص الروتيني للنساء للكشف عن سرطان الثدي، وذلك لأن حساسيته ضعيفة في تشخيص الحالات المبكرة. ولكنه يجرى حين تعاني المريضة من مشكلة أو كتلة في الثدي لدراسة المشكلة الموجودة لدى المريضة. كما أنه يجرى بالمشاركة مع الماموجرام للحصول على معلومات أفضل عند دراسة مشاكل الثدي المختلفة. وتجدين معلومات شاملة عن هذا الموضوع في مقالة تشخيص سرطان الثدي.
في هذه الحالة يجب أن يتم تقييمك من قبل طبيب اختصاصي بالجراحة العامة وجراحة الثدي. حين تكون هناك مظاهر غير طبيعية على الماموجرام فإن المشكلة الموجودة في الثدي تكون سليمة في معظم الحالات. ولكن يجب أن يقوم الطبيب بفحصك وأن يشاهد الصور، وقد يطلب اختبارات إضافية لتحديد طبيعة المشكلة لديك، مثل تصوير الثدي بالإيكو (السونار) وأحياناً خزعة الثدي (عينة صغيرة تؤخذ من الثدي بواسطة إبرة رفيعة تحت التخدير الموضعي). وقد ذكرت هذه الإجراءات بالتفصيل في مقالة تشخيص سرطان الثدي.